+ باسم الآب والابن والروح القدس الاله الواحد آمين.
يا يسوع! لقد قلتَ: "تعلّموا منّي إني وديع ومتواضع القلب تجدوا راحةً لنفوسكم". يا سلطان السموات القديرْ، نعم، إنَّ نفسي تجد الراحة عندما أراك تأخذ صورة الانسان وطبيعته، وتتنازل فتغسل أقدام رسلك. وإني أتذكّر كلماتك التي تلفّظتَ بها لتعلِّمني ممارسة فضيلة التواضع: اني أعطيتكم قدوةً لتصنعوا أنتم ما صنعت أنا. ليس التلميذ أعظم من معلّمه… إن فهمتم ذلك، ستكونون سعداء بممارسته. إنّي أفهم، يا ربّ، هذه الكلمات الخارجة من قلبك الوديع المتواضع، فأريد أن أحفظَها بمعونة نعمتك...
… والآن فإنّني أراك في القربان وقد بلغت منتهى إتضاعك. يا لتواضعك، أيها الملك الإلهي المجيد، الذي يجعلك تخضع لجميع كهنتك، دون أن تميّز بين الذين يحبّونك وبين الذين هم، وللأسف، فاترون أو باردون في خدمتكّ… فتنزل من السماء عند ندائهم، وهم يقدرون على تقديم ساعة القداس وتأخيرها، وأنت دائماً مستعدّ…
يا حبيبي، كم تبدو لي وديعاً ومتواضع القلب تحت حجاب القربانة البيضاء! ولا تستطيع أن تتواضع أكثر من ذلك لكي تعلّمني التواضع.
إني أعرف، يا الهي، أنَّك تحطّ النفسَ المتكبِّرة، وتمنح مجداً أبدياً للنفس المتواضعة. فأريد إذاً أن أضع نفسي في المقعد الأخير، وأشاركك في إهاناتك، حتى يكون لي نصيبٌ معك في ملكوت السَّموات.
لكنّك، يا ربّي، تعرف ضعفي، ففي كل صباح أقرّر بأن أمارسَ التواضع، وفي المساء أعترف أنني ارتكبتُ، بعدُ أخطاءَ كبرياء كثيرة. فأريد إذاً ، يا الهي، أن أقيم عليك وحدك رجائي، بما انَّك تستطيع كلَّ شيء، فتنازلْ واخلقْ في نفسي الفضيلة التي أرغبُ فيها. ولكي أنال هذه النعمة من رحمتك اللامتناهية، سأردّد عليك غالباً: "يا يسوع، أيها الوديع والمتواضع القلب، إجعل قلبي مثل قلبك!".
(صلاة خرجت من قلب القديسة تريزيا الطفل يسوع)